د.عاطف كامل يكتب : حقائق علمية عن شائعة مهاجمة الثعابين البرية للطماطم
أثارت شائعة وجود ثقوب في الطماطم ناتجة عن عضة ثعبان موجة من القلق بين المستهلكين. انتشر هذا الخبر كالنار في الهشيم على وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال مقاطع فيديو ومقاطع صوتية؛ مما دفع الكثيرين إلى التساؤل عن مدى صحته.
وهناك سؤال متداول هل تهاجم فعلا الثعابين الطماطم ؟ فمن المهم أن نفهم أن الثعابين حيوانات برية لا تهاجم النباتات أو المحاصيل الزراعية بشكل مباشر. إنهم حيوانات برية تتغذى أساسا على الثدييات والطيور والحشرات، وليس على الفواكه والخضروات، لذا، فإن فكرة أن عضة ثعبان تؤدي إلى تلف الطماطم ليست سوى أسطورة لا تستند إلى أي دليل علمي.
ماذا يحدث للطماطم في حال تعرضها للإصابة بالحشرات وليس الثعابين؟
1. تأثير الحشرات: في الواقع، الثقوب السوداء التي تظهر على الطماطم عادة ما تكون نتيجة للإصابة بحشرات مثل سوسة الطماطم (التوتا ابسليوتا). هذه الحشرة الصغيرة تدخل الثمار وتبدأ في التغذي عليها، مما يتسبب في ظهور ثقوب وتلف واضح. يمكن أن تؤدي هذه الإصابة إلى تقليل جودة المحصول وإنتاجيته إذا لم يتم التعامل معها بشكل فعال.
2. تدهور الجودة: الطماطم التي تُظهر علامات الإصابة قد تكون أقل حلاوة، مما يؤثر على مذاقها. هذا يجعلها أقل جاذبية للمستهلكين، مما قد يسبب خسائر للمزارعين في السوق.
3. الصحة العامة: على الرغم من المخاوف المحيطة بتناول الطماطم المتضررة، فإن هذه الحشرات لا تُعتبر خطرة على الصحة عند تناولها، شرط أن تكون الثمار مغسولة ومطهية بشكل جيد. تُعتبر الطماطم مصدرًا غنيًا بالفيتامينات والمواد الغذائية، ولا تُشكل تلك الثقوب خطرًا صحيًا مباشرًا.
4. نقص المعلومات الدقيقة: انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة يمكن أن يؤدي إلى إرباك المستهلكين، مما يجعلهم يتجنبون شراء الطماطم المتضررة دون سبب حقيقي. من المهم أن تكون هناك توعية كافية حول كيفية التعرف على الطماطم الصحية وكيفية التعامل مع المحاصيل المتأثرة بالآفات.
5. الإدارة السليمة للمحاصيل: من الضروري على المزارعين اتباع أساليب زراعية مستدامة لمكافحة الحشرات. هناك عدة طرق لمكافحة سوسة الطماطم، مثل استخدام المبيدات الحشرية البيئية أو زراعة الأصناف المقاومة، مما يساهم في حماية المحاصيل وضمان سلامتها.
أن المقطع الصوتي المتداول الذي يحذر من طماطم تحتوي على ثقوب سوداء، والتي وُصفت بأنها “عضة ثعبان”، هو مجرد شائعة لا أساس لها من الصحة. وإن هذه الثقوب قد تكون نتيجة للإصابة بحشرة التوتا أبسليوتا، المعروفة بسوسة الطماطم، والتي تصيب الثمار في مرحلة اليرقة؛ حيث تتسبب هذه الحشرة في دمار كبير للمحصول، إذ تحفر أنفاقًا في الأوراق والثمار، ما يؤدي إلى تلف العديد من الثمار ويؤثر سلبًا على الإنتاج. كما أشار إلى أن هذه الحشرة قد تصيب أيضًا البطاطس والباذنجان والفلفل، لكنها تفضل الطماطم بشكل خاص.
إن الثعابين لا تتغذى على أساسا على النباتات ، بل تتغذى على الحشرات والقوارض، مؤكدًا أنه لم يشهد على الإطلاق حالة واحدة تدعم هذه الادعاءات. وأضاف أنه إذا كانت هذه الادعاءات صحيحة، لكانت المستشفيات مليئة بالحالات الناتجة عنها، في ظل وجود آلاف الثعابين في الحقول والبساتين.
أهمية نشرالوعى الزراعى
من المهم أن نتحلى بالمعرفة الكافية حول كيفية الحفاظ على صحة المحاصيل وجودتها، مما يساعد في تعزيز ثقة المستهلكين في المنتجات الزراعية المحلية.
وأخيرا يتضح أن الشائعات المتعلقة بعضة الثعبان وما ينتج عنها من أضرار للطماطم ليست سوى معلومات مضللة. يتطلب الأمر من المستهلكين أن يكونوا أكثر وعياً وأن يعتمدوا على المعلومات الدقيقة والموثوقة. من خلال تعزيز الفهم حول الزراعة والصحة الغذائية، يمكننا مواجهة مثل هذه الشائعات وتجنب الفزع غير المبرر.
كاتب المقال
مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان استاذ – عضو اللجنة العلمية , والإدارية لإتفاقية سايتس- المستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة –مؤسس المحميات الطبيعية في مصر وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- الأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم