قطع الأشجار وعلاقته بالطقس الحار الذى أصاب مصر
حنان بدوى
أمين عام جمعية كتاب البيئة والتنمية
عندما زادت وتيرة قطع الأشجار والصور التى انتشرت عن هذه الجرائم والتى منها ما هو حقيقى والآخر مفبرك .تذكرت على الفور الحوار الحزين الذى أدراه الدكتور إسماعيل عبد الجليل رئيس مركز بحوث الصحراء الأسبق مع المهتمين بالبيئة العام الماضى أثناء الإحتفال باليوم العالمى للبيئة وهو يحمل صورة رسمها لشجرة يحيط بها السواد من كل جانب تحتضنها وزيرة البيئة د ياسمين فؤاد . وكتب تحتها أتحضر للأسود وقال وقتها أن قطع الأشجار الذي يجري حاليا على نطاق واسع، يدمر الدعوة الإيجابية التى تحرص عليها أستراتيجية مصر للتنمية المستدامة 2050
كانت رؤية العالم الكبير بمثابة جرس إنذار للمجازر التى تمت للأشجار فى العديد من الأماكن و غياب الظل الذى كان المصريون يشعرون به فى الشوارع الواسعة مع أرتفاع درجات الحرارة القاتلة التى تسبب فيها الإحتباس الحرارى والذى نتفق مع الخبراء أن له أسباب أخرى عديدة لكن دعونا نؤكد أنه بحسب العلم فإن شجرة واحدة تمتص طنًا من الكربون وتقوم بتصفية 100ألف متر مكعب من الهواء الملوث في السنة، وتمتص نحو 20 كيلو من الغبار سنويا و80 كيلو من المواد السامة مثل الزئبق والرصاص”.كما أن المنطقة التي فيها أشجار تنخفض فيها الحرارة درجتين إلى ثلاث درجات مئوية مقارنةً بالمنطقة الخالية من الأشجار وان ناتج عوادم سيارة واحد، يحتاج إلى 4 متر مساحة خضراء . ولأن الخضرة غابت كانت غضبة المجتمع التى تنوعت بين وسائل تواصل اجتماعى إلى تقديم عدة طلبات إحاطة لرئيس الوزراء، ووزراء البيئة، والتخطيط و التنمية المحلية . كان الكل يطالب برد منطقى حول ما حدث من قطع للأشجار وتأثير ذلك على درجات الحرارة العالية التى شعر بها المواطن خلال الفترة الماضية
الأرقام تتحدث
السؤال الأن هل بالفعل تقلصت مساحة الأشجار والأجابة نعم فبحسب دراسة علمية دراسة نشرت في مجلة الهندسة والعلوم التطبيقية الأكاديمية عام 2022 تحت عنوان “حجم المساحات الخضراء العامة وتوزيعها في القاهرة”، أن إجمالي حجم المساحات الخضراء في العاصمة تقلصت إلى 6.9 ملايين متر مربع في عام 2022، بعد أن كانت 7.8 ملايين متر مربع في عام 2017.
وأشارت الدراسة التي أجرتها دكتورة داليا علي أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة عين شمس، إلى أن “القاهرة لا تعاني فقط من أزمة في حجم المساحات الخضراء بل أيضا من توزيعها غير المتكافئ في المناطق
الارقام أشارت إلى أن أكثر الأماكن تضررا فى قطع الأشجار كانت فى مدينة نصر 311 ألف متر مربع
272 الف متر مربع مصر الجديدة
108 الف متر مربع المرج .
وتشير الدراسة إلى تقلص نصيب الفرد من المساحات الخضراء في مصر عام 2020 بمقدار 0.3 متر مربع وهو أقل من المتوسط المخطط للعام نفسه والمقدر بمتر مربع واحد، وفقًا لرؤية التنمية الحكومية 2030، وسط توقعات بأن يبلغ نصيب الفرد من المساحات الخضراء الحَضرية 3 أمتار مربعة بحلول عام2030وهو رقم ضئيل يقل عن الحد الأدنى الذى ذكرته منظمة الصحة العالمية من المساحات الخضراء والذى يجب أن يكون 9 أمتار مربعة على بُعد 15 دقيقة سيرًا على الأقدام من المنزل. فيما حددت رؤية الأمم المتحدة 2030 بأن نصيب الفرد من المسطحات الخضراء لا يجب أن يقل عن 15 متر مربع فالإنسان يحتاج في المتوسط إلى حوالي 7 إلى 8 أشجار لتلبية احتياجاته من الأكسجين سنويا. حيث تنتج كل شجرة حوالي 100 إلى 120 كيلوجراما من الأكسجين سنويا، في حين يحتاج الإنسان إلى حوالي 740 كيلوجرامًا من الأكسجين سنويا
هبة المجتمع ضد قطع الأشجار كانت رب ضارة نافعة جعلت المسئولين يخرجوا ليشرحوا لنا ماذا تم فى المبادرة الرئاسية لزراعة 100 مليون شجرة والتى تتم على مدار 7 سنوات 2029/2022 وهى فرصة على الجميع أن يمسك فيها لأن هذه المبادرة تشكل أملا حقيقياً
خاصة وان تمويلها موجود في مرحلتها الثانية للعام المالي 2023/2024 لزراعة أشجار خشبية ومثمرة بالطرق والشوارع الرئيسية والفرعية والمؤسسات الحكومية بمختلف قري ومدن المحافظات و جوانب الترع بما يساهم في مضاعفة الرقعة الخضراء على مستوى الجمهورية وبما يتناسب مع الظروف الجوية لكل محافظة وخاصة مع تشهده البلاد من ارتفاع في درجات الحرارة.
بقى أن نعرف أن عقوبة قطع الاشجار بحسب نص المادة 120 من القانون أن يعاقب كل من يقوم بقطع أو قلع الأشجار والنخيل التى زرعت أو تزرع في الأملاك العامة ذات الصلة بالموارد المائية بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد على خمسة آلاف جنيه عن الشجرة الواحدة أو النخلة الواحدة وعليكم أن تحسبوا عدد الشجر الذى تم إقتلاعه وشراء غيره بنفس القيمة حتى لا تؤدى مذبحة الأشجار لأن يكون جو مصر نااار .