نادر جعفر : نطالب الدول العربية بإنشاء كليات أو أقسام متخصصة فى عمليات الاستكشاف والتنقيب والتقييم الاقتصادى للخامات اللافلزية
قال المستشار نادر جعفر رئيس الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، أنه تم اختيار مصر لعقد المؤتمر الـدولي الثالث عشر وذلك بعنوان الثروة المعدنية بالوطن العربي آفاق إقتصادية وتحديات بيئية بحسبان إن الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة إيماناً منه بدوره في تعزيز الأتجاهات البيئية والتنمية المستدامة بالوطن العربي ولأضطلاعه بهذا الدور الهام.
و اضاف خلال كلمته، بالمؤتمر الـدولي الثالث عشر للاتحاد العربى و التنمية المستدامة:”شرعنا في عقد هذا المؤتمر والذي يشرف بحضوركم، ونثمن تلبيتكم لدعوتنا. . ونسأل الله أن يوفقنا جميعاً ويخرج هذا المؤتمر بهذا الجمع الكريم وقد حقق جميع أهدافه وإنه يطيب لي أن ألتقي بحضراتكم في هذا المؤتمر العربي الدولي تحت رعاية جامعة الدول العربية التي نجل دورها وجهودها الحثيثة لرفعة شأن المواطن العربي.
و قال : يسعدني أن أتحدث إليكم في تلك المناسبة الهامة بهدف الوصول لاستدامة النمو في الوطن العربي بنهج مؤداه إن الثروة المعدنية هى الضلع الثالث فى بناء اقتصادات الدول جنبا إلى جنب مع الزراعة والصناعة، ونحن فى العالم العربى نمتلك ثروات معدنية عديدة، لابد من استغلالها على الوجه الأمثل، وفق إجراءات وتدابير تنشيط عمليات البحث والاستكشاف عنها، واستخدام أفضل الطرق لاستخراجها واستغلالها بطريقة اقتصادية. ولدى الوطن العربي نخبة من العلماء والباحثين والمشرعين، تستطيع أن تخلق وتطور وتحافظ على هذه الصناعة، حيث شبكات الطرق باتت ميسرة، والخامات موجودة، والعقول والقوى البشرية متوافرة، بالإضافة إلى الأمن والأمان الذى تتميز به بلادنا العربية، مما يجعل الشركات العالمية تتكالب على الاستثمار فى مجال الثروة التعدينية ومن ثم يتعين على وزارات البترول والثروة المعدنية بالوطن العربي أن تتبنى إستراتيجية فاعلة لتهيئة مناخ جاذب للاستثمار الأجنبي فى مجال التنقيب عن الثروات المعدنية لتعظيم الاستفادة منها، وذلك تشجيعا للاستثمار فى إقامة مشروعات تصنيع الثروات المعدنية، وتحويلها إلى منتجات نهائية لزيادة القيمة المضافة، بما يتوافق مع إستراتيجية الاستغلال الاقتصادى الأمثل للثروات المعدنية” .
وجاء فى نص كلمته مايلى :
“لا مندوحة علينا إذ جزمنا بأن هناك الكثير من الثروات المعدنية غير الفلزية، والخامات الشائعة والمنتشرة فى عديد من البيئات المحيطة، لا يتم تسليط الضوء عليها، بالرغم من أنها المنقذ الأهم لاقتصاد العديد من الشعوب العربية، لانتشارها وتوافرها بكميات هائلة وسهلة الاستكشاف والاستخراج فى شتى أنحاء الوطن العربي وتبياناً لذلك فأن أهم الثروات المعدنية غير الفلزية هى السيلكا، وخامات الفوسفات المنتشرة على سطح الأرض وتحت سطح الأرض فى معظم دول الوطن العربى، وغيرها من الخامات الاقتصادية المهمة الأخرى التى يتم استخدامها فى أعمال التشييد والبناء والصناعات الكيماوية الأخرى التى لا غنى عنها كما أن أهم الثروات غير المعدنية التى توجد فى كثير من دول الوطن العربى، تتمثل فى: السيلكا (الرمال البيضاء) التى تعد من أهم الخامات الاقتصادية المنتشرة على مساحات شاسعة فى مصر بوادى النطرون، والسويس، وسيناء، والعديد من الدول العربية، ويتم تصديرها كمواد خام لعديد من دول العالم. كما يتم استخدام الرمال البيضاء فى صناعات تقليدية، مثل صناعة الزجاج، وصناعات أخرى إستراتيجية مثل صناعة رقائق الحاسب الآلي، بالإضافة إلى الجيرانيت، والبازلت، والماربل، والبريشيا، والكونجلوميرات، والحجر الجيري، وجميعها خامات اقتصادية منتشرة فى مصر ودول شمال إفريقيا، والشام، والدول العربية المطلة على البحر الأحمر، إلى جانب الفوسفات، الذى يعد خامة مهمة تلعب دورا كبيرا فى اقتصاد العديد من دول الوطن العربي، ومنها دول المغرب العربي، وفيه توجد الخامة على سطح الأرض، وفى مصر بمناطق القصير، وأسوان، والوادى الجديد، وفى الأردن، وسوريا، والسعودية بالجزء الشمالى الغربى “.
و اضاف :”هذا من جانب ومن جانب أخر فأن هناك العديد من المعادن غير الفلزية، مثل التالك، والكالسيت، والجبس، والهاليت، والفلوريت من المعادن المهمة المنتشرة بشكل واسع فى صحارى دول الوطن العربي، وجميعها تدخل فى صناعات كيماوية ودوائية وغذائية لا غنى عنها وهو ما يتضح معه مدى أهمية المعادن غير الفلزية فى رفع اقتصاد أى دولة تمتلكها. وبما أن أكثر من 90% من مساحة الوطن العربى عبارة عن صحارى، ومن ثم فإن دول الوطن العربى تمتلك خاصية وميزة تجعلانها قادرة على رفع اقتصادها إذا ما تم استخدامها وتصنيعها وتسويقها، وفي هذا المنحى يهمني أن أشير إلى تقرير فرص الاستثمار التعدينى، الذى أصدرته وزارة البترول والثروة المعدنية بمصر الذي جاء فيه أن أهم فرص مشروعات الاستثمار التعدينى، تتضمن مشروع استغلال الرمال الكاولينية بهضبة الجنة جنوب سيناء، ومشروع استغلال الطفلة الكربونية بأبوزنيمة بجنوب سيناء، ومشروع استغلال الرمال الكاولينية بوادى قـنـا شمال الصحراء الشرقية، ومشروع استغلال الرصاص والزنك بأم غيج، جنوب القصير فى البحر الأحمر، ومشروع استغلال القصدير والمعادن المصاحبة بمنطقة المويلحة بالصحراء الشرقية، ومشروع استغلال المعادن الثقيلة بمنطقة حفافيت جنوب الصحراء الشرقية، ومشروع استغلال النفلين سيانيت بمنطقة جبل أبو خروق جنوب الصحراء الشرقية ”
و تابع :”أن البحث عن الخامات اللافلزية قد يكون له عائد اقتصادى أكبر بكثير من مجرد العثور عليه ثم بيعه بصورة مباشرة دون النظر إلى القيمة المضافة من تصنيعه، والاستفادة القصوى من منتجاتها، مثل رواسب الرمال السوداء، والحجر الجيرى، والرمال البيضاء”. و قال انه ، من ثم ومن خلال مؤتمرنا هذا نطالب الدول العربية بإنشاء كليات أو حتى أقسام متخصصة فى عمليات الاستكشاف والتنقيب والتقييم الاقتصادى لهذه الخامات، تماثل المعاهد العلمية العالمية فى الصين وروسيا المتخصصة فى الذهب، والفوسفات، والطفلة الزيتية”.
و تابع :” أن عمليات تقييم المكتشف والاحتياطى وربطهما بالسوق العالمية تحتاج إلى متخصصين يستعين بهم الجيولوجى ومهندسو المناجم، وهو تخصص نادر، أطالب بإدراجه ضمن المقررات الدراسية للخريجين، وكذلك الاهتمام بتدريس مقررات خاصة لعمليات تركيز الخامات وإعدادها للتصنيع فى معاهد متخصصة،.وأود التأكيد على أن العائد الاستثمارى فى مجال التعدين يكون فى صورة إنشاء مجتمعات عمرانية جديدة، حيث إن معظم خاماتنا وثرواتنا فى الصحراء، مما يؤثر إيجابا أيضا فى تقليل الزحام والكثافة السكانية فى المدن القديمة، كما أن الوطن العربى يسهم بما يقارب من 13 مليون طن من الحديد، ما يشكل نسبة كبيرة تصل إلى 2.5% من الإنتاج العالمي، كما تمتلك الدول العربية 76% من احتياطى العالم فى الفوسفات، بالإضافة إلى 18% من الكبريت”.
و لفت إلى أن:” هذه المشروعات تحتاج إلى كثافات عمالية كبيرة، وإدخال تكنولوجيا حديثة، ومعدات ثقيلة، ومعدات حفر، واكتساب خبرات جديدة، وتقنية حديثة، يتم تدريب العمالة الوطنية عليها، كما تحتاج إلى صناعات تكميلية للخامات تزيد من الناتج القومي، ولها تأثير إيجابى وملحوظ، حيث إن جميع الاستثمارات، سواء فى مراحل البحث والتقييم والإنتاج،كلها استثمارات أجنبية لها التأثير الملحوظ فى الناتج والدخل القومى لدولنا العربية “.